تجربتي مع الإجهاض المتكرر ، ثلاث إجهاضات متتالية

الرئيسية أخبار ، المرأة ، صحة تجربتي مع الإجهاض المتكرر ، ثلاث إجهاضات متتالية

أخبار ، المرأة ، صحة

تجربتي مع الإجهاض المتكرر ، ثلاث إجهاضات متتالية

نبع الحياه 8

A+ A-

facebook twitter

تجربتي مع الإجهاض المتكرر ، ثلاث إجهاضات متتالية

تجربتي مع الإجهاض المتكررRepeated abortion ، ثلاث إجهاضات متتالية

      ثلاث إجهاضات متكررة متتالية ، نعم .. هي ليست رواية أو ترويج عمل ، هي حقيقة صعبة ومتعبة جسديا ونفسيا ، هي ألم روحي ، وكما يقولون عشر ولادات أهون من إجهاض ، فكيف إن كانت ثلاث ومتكررة ، والإجهاض الثالث كاد أن ينهي معه حياتي .
تزوجت في العام 2009 ، وأنجبت طفلي الأول في العام 2010 ، وكانت تجربة جميلة مفعمة بالأمومة ، رغم كل الصعوبات ،ورغم آلام الولادة ، وعندما أردت إعادة التجربة في نهاية العام 2011 كانت المفاجأة  .

الإجهاض الأول :

       في بداية الشهر الثالث من الحمل ، أخبرني الطبيب بأن الجنين لا نبض فيه ، خبر نزل على رأسي كالصاعقة ، وكأني في حلم تم إنهاء الحمل ، وعمل التنظيفات اللازمة .
طبعا بسبب قلة الخبرة الكافية عندي وعند الأطباء تم إهمال الموضوع ، ولم يتم عمل التحليلات اللازمة لمعرفة أسباب الإجهاض ، وبعد ستة شهور كان هناك حمل آخر .

الإجهاض الثاني :

ولكن للمرة الثانية ، جاءت الأعراض المنبئة بالإجهاض ، أحسست بخيبة الأمل ، شعور بالألم ينتابني ، توجهت إلى الطبيبة المتخصصة في النساء والتوليد ، لتخبرني أن الجنين لا حياة فيه ، أي إجهاض جديد ، بالأحرى كارثة جديدة ، كان الموضوع هذه المرة أصعب من المرة السابقة ، لأن الموضوع لم يقتصر على الإجهاض .. فقد تم تشخيص حالتي بعد هذا الإجهاض مرتين خطأ ، في المرة الأولى أخبروني بأن السبب في إجهاضي هو الحصبة الألمانية ، رغم عدم وجود أية أعراض تدل على ذلك ، ولأن الطبيب أعلم من المريض ، وصفوا الدواء الذي كاد يودي بحياتي ، ثم استدركوا ، لعدم استجابة الجسم للدواء ، وتم التعديل في التشخيص على أنها تجلطات في الدم ، وتم وصف العلاج ، وهو إبر الهيبارين المؤلمة وتم السماح من قبل الأطباء بالحمل بعد التوصل إلى التشخيص الصحيح في نظرهم ، كان هناك أمل بالنسبة لي هذه المرة ، مع الخوف الشديد من تكرار المأساة ،وكان هناك حمل ثالث . 

الإجهاض الثالث :

لم يخطر ببالي أن المأساة هذه المرة كنت على وشك أن أكون أنا ضحيتها 

في منزلي : 

      
      كالمعتاد وفي بداية الشهر الثالث من الحمل وبالرغم من انتظامي في العلاج بإبر الهيبارين إلا أن أعراض الإجهاض التي بت أعلم بأنها ستنهي الحمل عندي ، فاجأتني وبشدة ، بدأت بالإنهيار ثم البكاء ، وأحسست بأنني لن أحمل مرة أخرى ، وكالعادة توجهنا إلى الطبيبة المختصة التي اخبرتنا آسفة بأنها حالة إجهاض ، وكتبت تحويلة للمشفى وضرورة المتابعة هناك حتى إنهاء الحمل ، لكن للأسف طلبوا مني العودة إلى المنزل والعودة إليهم في حال نزول الجنين كاملا لعمل التنظيف اللازم بعد الإجهاض ، لأني كنت في الأشهر الأولى ، على الرغم من أني أخبرتهم أنه تم علاجي بالهيبارين من تجلطات الدم ، واحتمال حدوث نزيف ، ولكنهم أصروا على رحيلي ، وعودتي في حال نزول الجنين ، فضلت الذهاب إلى بيت أهلي للبقاء تحت نظر والدتي ، ولأني في حالة غير مستقرة جسديا ونفسيا . 

في بيت أهلي : 

في صباح اليوم التالي من تواجدي عندهم بدأ الجنين بالنزول ، أحسست بالرعب والرعشة الشديدة لكن لم ينزل الجنين وحده ، بل بدأ نزيف حاد جدا نتيجة للهيبارين الذي كنت أوخز به ، وبمسافة خروجي من البيت وركوبي في السيارة ، تقول لي أختي أن المنزل والدرج والممر من كثرة الدماء ( كأنا ذابحين خروف ) ، وبصحبة أبي وأمي توجهنا إلى المشفى .

في الطريق إلى المشفى : 

لقد كانت الطريق ما بين منزل أهلي والمشفى تستغرق ما يقارب ثلث ساعة كنت خلالها قد لوثت مفرش السيارة وبركة أخرى من الدماء أسفل قدمي ، عند الوصول إلى المشفى لاأدري كيف استطعت جاهدة الخروج من السيارة ، والوصول إلى مبنى المستشفى ، ثم الوصول إلى الغرفة المخصصة للفحص ، هناك سقطت .

في المشفى :

      أنا في وعيي ولكن لا أستطيع الحركة والجلوس على السرير لنقلي لغرفة العمليات ، حينها سمعت الطبيبة تقول بالإنجليزية ( I think she die ) كانت هذه الكلمة  كافية لجعلي لا أفكر إلا في مرحلة مجهولة مقبلة أنا عليها ، الموت ، شعور لا يوصف، لا يمكنني الحديث إلى أين يهب العقل في التفكير ، تم إدخالي إلى غرفة العمليات وعمل التنظيفات اللازمة ، وإضافة وحدات الدم التي أحتاج إليها ، واستيقظت ، للوهلة الأولى لم أدر ، أأنا في الدنيا أم في الآخرة ، ومع تردد الأهل تبينت أني ما زلت على قيد الحياة ، وانتهى هذا الإجهاض . 

       هل انتهينا ؟ لا ، لم ينته الأمر ، ولم أعزم عدم الإنجاب ، لكن قبل العزم بالعودة للإنجاب مرة أخرى ، قمت بعمل كافة التحاليل دون استثناء ، وتم التشخيص هذه المرة بشكل صحيح .. وكان السبب هو التفؤييد ، وقمت بأخذ العلاج اللازم ، وأنجبت بعدها إلى الآن للعام 2020 أربعة أطفال ، ليصبح العدد خمسة ولله الحمد والمنة .

ماذا تعلمت من الحالة السابقة :

• عدم الإهمال 
• التأني في اتخاذ القرارات 
• الفحوصات الدورية الشاملة 
• عدم اليأس ، والأمل المتجدد

الوسوم: أخبار ، المرأة ، صحة